لحظات ما قبل الرحيل

عندما قررتُ أخيرا ً قطع الشريانٍ الأخيرالذي يصلُ دمكَ بقلبي ..
وهممتُ بالرحيل
ماذا لو أنك
ضممتني .. وربتّ على كتفي .. همست لي بلطف .. ” سيكون كل شيءٍ جميلٌ مثل حضوركِ .. ” ؟لا لأني أود لو أبقى . .
فأنا قد اخترت طوعا ًوبملء الإرادة الحرة ..
أن ابتعد !

عندما أخبرتك أنني وأنني …عاتبتك ..
وصرختلماذا لم تبتسم لي بدفءوتطلب من طفولتي معاتبا بحزم ..
” أن أثق بك ..”

كيف استطعت الاستماع إلى قرار انتحاري
بلامبالاة
كأنني ألقي عليك تحية الصباح الباردةوتابعت انشغالك بك ؟

وحالما شرعت بتجميع أوراقي .. وصورك .. وتناسيت متعمدة في زواياك ..
سطورا ً علّها تذكرك بي لربما تغويك لتستبقيني قليلا
فنحتسي معا ً ..قهوة حزينة ..
ألم يكن بإمكانك يا صديقي
– لأتصالح مع نفسي فقط –
أن تدعي على الأقل أنك حزين لغيابي ؟

من فضلك ..
لا تسئ فهمي
فأنا أدرك اليوم جليا ً ..أن لا مكان للي في مدراتك

لأ فأنا لن أبقى ..
لكن
لأجل سنتي الدموع والأحرف العاشقةلأجل ليالي السهر الدائم
والرقص على دقات أرق انتظاركلأجل اغتيال هذا الصمت الكريه
الحاضر منذ الأزل بيننا أحببتك بصمت
عاتبتك بصمتاشتقت إليك بصمت
تألمت كثيرا ً لغربتك بصمت
وهائنذا أرحل بصمتي أيضا ً

مريعٌ أحساسي باللاجدوى
وأن بقائي ورحيلي سواء

مريعٌ أحساسي انك لن تشعر عند مغيبيأنني
من كان يصلي كل يوم لتشرق لك شمس جديدةويعيد ترتيب أحزانك لتبدو أصغر
وتلوين إنجازاتك .. لتعشق ذاتك في عينايويمسح عن وجنتيك أثار شقاوة ما تبقى فيك من طفولةلتقابل الآخرين بكامل وقارك
تستنزفني ضجيج الفكرة .. ” أنني أحببتك لسنتين واحتضنت حتى سواد ظلكوعندما رحلتُ ..لم تلتفت حتى لتدرك غيابي ”
وعنما كنت أتلو عليك بغبائي المعتاد معك ..
كل الحجج المنطقية التي تدعوني للفراروأنت تدرك
أن كلمة واحدة منك تبرأ نفسي الشقية
وكعادتك تنأى
أولم أكن أنا
الصديقة
السند العاشقة
الطيبة
الساذجة حتى الغباء
قل شيئا
كي لا يغزو الشك خلاياي فيخنقها
ارجوك ..
أسكت صوت الكبرياء الجريح الصارخ في برية روحي ..
اخدعني كطفل صغير …
واطلب مني البقاء ولو قليلا حتى أهدأ ..
عنفني ..لمرة واحدة اكسر شرنقة برودك
واغضب خذ مني بالقوة حقيبة نزيفياجبرني على البقاء
أرجوك
افهمني سيديفأنا
كاذبة كاذبة كاذبة
إن قلت أنني أود الرحيل ..
وأنا يا صديقيضعيفة وهشة لا أقوى بعد على مغادرتك
سألتفت إلى الوراء دوما
واحترق بماضي ّ تماما كامرأة لوط
فهلا ..
وحفاظا على كرامتي ..طلبت مني البقاء قليلا
لأستعيد ملامح وجهي وأعيد تزيين شحوبيلأرتدي أقنعة قوتي ..
قبل أن أمضي …
——————————————–
مرسيل
4/12/2008

5 thoughts on “لحظات ما قبل الرحيل

Add yours

  1. غيابك أكيد رح يشكل فراغ وحزن ملحوظ بحياة أي انسان حزينة و رائعة جدا :)ميمو كوني سعيدة

    Like

  2. دمدوم .. أكيد ؟ :)يا ريتني بمتلك هالثقة .. عم حاول كون سعيدة بس بيعدي اوقات ما بتزبط معي ….ميوشتي .. الله لا يحرمني منك .. حبيت القلب .. ♥♥♥♥♥♥♥

    Like

  3. هذه التي تصفينها \”بالخربوشة\”أقرب إلى التمثال الخالد..أو التحفة الكلامية الرائعة..بوركت يداكِ..لكن على مايبدو أن الألم كان عميقافكلما زاد الألم..كلما كان النجاز والتعبير أكبرولكن ثقي بأن الانفصال عن تلك العلاقة أجمل..(بالرغم من أنها ساهمت بصناعة من أنت هي الآن وجعلتنا نقرأ أنشودتكِ الجميلة) لأنها كانت تجعل أجنحتك أصغر وأضعف وتحدُّ من طيرانك فوق الأرض\”وأنت المحبة للتحليق العالي\”بدون تلك العلاقة..ستعرفين بأنك أجمل روحاً..وأن لديك الكثير من الأشياء لتعيشي لأجلها..وأن الفرص ستكون أكبر..بالرغم من الفوضى التي سببها الانفصاللاتعودي..ولاتسألي..طيري..لأعلى..لأعلى ولاتعودي..بوركت يداكٍ..بورك قراركوعاش قلبك..سليماً معافى

    Like

  4. AL_Ghareebبحب مرورك .. يمكن بحب غرابتك هي الخربوشة ما كانت النهاية ( للأسف يعني ) بس حاليا ً عم استمتع بحريتي .. وقليل من الحزن .. شكرا ً

    Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

Up ↑

%d bloggers like this: