أشخاص في الظل " حارة القراء "

لم تكن هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها كتاب غسان كنفاني ” رجال في الشمس ” فقد قرأته منذ زمن بعيد جدا ً ، حتى أن القراءة الثانية بدت لي هذه المرة .. كأنها محاولة للبحث في الذاكرة لا أكثر .ولست بصدد الإشادة بأسلوب غسان الرائع ، لكنني سأتوقف عند أكثر ما شدني هذه المرة ، في قراءة الرواية .. نعم لقد عشت مع غسان وشخصياته الرئيسية آلامها ، لكن ما شدني كيف استطاع أن يخلق الكتاب لدي ّ ، التساؤل حول مصير الشخصيات التي كانت في الظل ، وكيف ستتابع حياتها ما بعد نهاية الكتاب ..

ام قيس .. الزوجة التي مارست الانتظار بصمت ، واحترمت رغبة زوجها في السفر .. ” كما ترى أنت .. ” لا لأجل شيء إلا لأجل مستقبل الطفلين ، فكرت بالدمعة التي زرفتها .
أم مروان ، الزوجة المهملة التي لا تستطيع الحقد على زوجها .. وخسرت طفلها ، من اليوم سيدخل المقلاة ويصرف على هذه العائلة ؟ كم مرة ستعيد قراءة رسالة مروان ..
أبا مروان ، الزوج الذي كان جل أحلامه هو “سقف ما ” ، وزوجته شفيقة التي تدرك أنها أخذته من عائلته لا لشيء إلا لأنها تمتلك سقفا ً ..
ندى .. زكريا .. أبو الخيزران ..
شعرت فجأة ان الرجال الذين قضوا .. تحت الشمس ، هم الأكثر حظا ً في تلك الرواية وأفزعتني جدا ً تلك الفكرة .

ما أعجبني جدا ً في كتاب غسان البطل ، أنه لم يرسم لي أبطالا ً على الورق .. بل أشخاص حقيقيين جدا ً قد لا تثير إعجابك ولكنك على الأكيد لست قادرا ً على رجم إي سلوك من سلوكياتها ،حقيقين بطموحاتهم وأحلامهم ومعاناتهم .. وحتى بإخطائهم
حتى أنك تصبح قادرا ً على تقبل جملة أبو الخيزران ” القرش يأتي أولا ، ثم الأخلاق ” بسلاسة 🙂

ويترك الكاتب لخيالك وحده ، تحديد على من تقع مسؤولية كل هؤلاء الضحايا الأحياء منهم والأموات ؟
فهو لا يذكر لك العدو وممارساته لربما كي لا نعتقد أنه وحده مسؤول عن المأساة ..
نحن ؟ حكامنا ؟ العدو ؟ العالم ؟ الإنسانية ؟
من تراه المسؤول عن موت الرجال في الشمس ؟

تدخل هذه التدوينة ضمن نطاق مناقشة حارة القرّاء لكتاب رجال من الشمس لغسان الكنفاني

4 thoughts on “أشخاص في الظل " حارة القراء "

Add yours

  1. الأمهات اللواتي ذكرتي … عمد غسان على ذكرهنّ بمواربة وبدون تفصيل ولكن برأيي يستحقنّ أكثر من بضع كلمات غير واضحة.بصراحة نقطة أثرتيها وسأعيد القراءة بحثاً عن آثارهنّ.شكراً مارسيل 🙂

    Like

  2. إن أكثر ما يستحوذني من أسىً حين أقرأ مثل هذه الرواية هو الاتغيير و الاجديد و الا صحيح تغير الزمن و تغيرت الفصول و أبو خيزران ما يزال يقود شاحنته لينتحرالشبان و الشيوخ عبر أحلامهم خارج أرضهم بعيدين عن وطنهم عن أمهم و أحلامهم دُفنت بخزان صدأ هو الأفكار التي تعترينا أفكار حريتنا الصدأة مَنْ يتحمل المسؤولية ؟هو نحن أرائنا تحليلنا للأمور معرفتنا إدراكنا للصح و الخطألسنا بحاجة لتنقيح اللغات لا بدمن إختراع لغة جديدة تجعلنا نحيا بسلام هذه اللغة قاموس مفرداتها مكتوب بهذه الرواية و يقول :- لغتي هي الحق و الحرية و الوجود ,نحرها صمت حلم أرعن – كل الرمال أمام الغريب سواء من نهر الفرات لدجلة لهذا الشط الحزين رغم مياهه الدافقة و رغم حدوده المصطنعة – نحن أمةٌ تقتل المبدعين , تغتال الحقائق لترضي ظل المستعمر – من ضعفنا نشتري الاستعمار و نهبه الثروات – السماسرة هم المستفيدون و فقط ,و هؤلاء لا يبنون وطن فكيف يمنحون حلم لإنسان؟- شط العرب ! دجلة – الفرات نهرا أحزان ,نهرا خيانات ,نهرا يأس شط العرب هو حزن الله على مملكة الإنسان – أبا قيس , أسعد , مروان رفعتم راية الحلم ( عن درب غربة حلم مال ليس إلا )حلم يدق بابه إي إنسان يستحوذ فكره محققاً رغباته لكن أهلا نبني وطناً نرفع رايةً نحيي تاريخاً لنفكر بدرب بناء و طن أولاً هذا المغتصب و أبنائه الهاربون خلف أحلام بلا وجود-ابو خيزران هو الحق القوي الذي يثبت براعته في قيادة الشاحنات ,لا يخطئ في قيادة شاحنته و يوم استيطان مجموعات بشرية على أرض أجداده فقد ذريته فقد امتداده بل فقد مستقبل أبنائه يسير بنا ألم وطن ( أبو خيزران ) عبر حلمنا خارج أرضنا (التابوت الحديدي الصدأ) على أمل أن يهدينا أموال نحقق بها وجوداًيمر هذا التابوت بالحدوديون الذين و فقط لاستخدامهم عنصر الوقت يقضون على حلم الرجال الثلاث !! لا بل على وجودهم و هم يبحثون عن الوجود ؟؟؟؟؟- مَنْ يريد أن يبني سقفاً لبيته – لينتقي أرضه ليعشقها و ليجمع حجارة جدرانه من ايمانه بأرضه و ثقته بنجاحه ثم يبني سقف وطن بكل كبرياء – أرضك حقك جدرانها تبنيها القيم سقفك يرفعه الانسان و حين مات الانسان – و كم من مرة مات الانسان على ارض فلسطين – و كم من مرة اغتيل الانسان على أرضك – أصديقي إرفع راية الانسان و أمضي بحلم الوجود و كن على ثقة ستلتقيني ستلتقي أجدادك الأُّوَلْ هكذا يبنى وطنا و لا نقع في حلم خزان صدأ .مرسيل يداً بيد لنضيف الى هذا القاموس الفكري مفردات جديدة لنصنع غداً أمضى روح غسان تملكتني و حزني على الانسان ما يزال يُدمعني حُرقةً و أسىً شكراً لكِ عذراً للإطالةو ما يزال نهر الحزن مستمراً من فلسطين الى شط العرب تُراه كان متنبئاً حتى أن نحلم بدرب الضياع هو درب مفقود الآن فشط العرب يا استاذ سليم تغيرت جغرافيته و يا أستاذ غسان نحن الذين تغيرنا قبل أي شيئ

    Like

  3. أنس انا حبيت أنو تركن بالظل ، حبيت المساحة في خيالي اللي قعدت فكر فيها بكل أم .. هلا انوس .. Aragorn شكرا ً لردك المطول

    Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

Up ↑

%d bloggers like this: