هل أقبل فعلا ً ما أدعي قبوله ؟

في إحدى السهرات في دمشق ،كنت أمام امتحان حقيقي لحقيقة قبولي للآخر ” المختلف مهما كان اختلافه ” و مدى تقديسي فعلا ً ” للحرية الشخصية باختيار القناعات ” .
منذ لحظة دخولي نظرة اولى إلى المكان بدأت بـ :
” تعو نغير المحل ، ” وبفوقية ألقيت نظرة على الفتيات فيه .
ولكننا جلسنا على إية حال .. قبل أن استمتع بعشقي للرقص ، مارست كل أنواع الرفض للآخر من ازدرائه إلى الشعور أنني ” أفضل ” .. إلى تعميم اخلاقي ” أنا ” عليهم .. فهم بنظري لا أخلاقيون فقط لأنهم لا يتمتعون بما أراه أنا أخلاق .
فجأة لاحظت شابان يرقصان بطريقة غريبة ” علي ّ أنا ” . راجعت في دفاتر شعاراتي موقفي من الميول المثلية بأنها شأن شخصي لا دخل لي به وقارنته بردة فعلي العاطفية ومدى استيائي من الموضوع !
شيء من الخجل في داخلي من قناعاتي ..
لا أنكر أنني قطعت أشواطا ً في بعض المجالات لأخرج من دائرة ذاتي وقيمي في إلقاء الأحكام على الآخرين ، لكن ما حدث صفعني وذكرني .. أن قبول الاختلاف مسيرة صعبة ، وأنني لازلت ربما في الخطوة الأولى
ثم تبادر إلى ذهني سؤال ملّح ؟ هل علي ّ التوقف عن الحديث عن قبول الاختلاف ” لأنني لا أحياه حقا ً ؟ ”
وبعد تمحيص وتفكير قررت أن اعترف 🙂 بضعفي وهفواتي لأسعى بجد أكثر لتحقيق ما أدعي قبوله
علني يوما ً ما .. احياه بشكل كامل

10 thoughts on “هل أقبل فعلا ً ما أدعي قبوله ؟

Add yours

  1. لست وحدك من يدعي قبول الاخر ايما كان حدث لي موقف شبيه بموقفك انا شخصيا لا اتقبل فكرة المثلية لكن مادامت اختيار شخصي فهو حر لكن ما ان وقفت وجها لوجه معها كان ردة فعلي الرفض لوجودها كل منا يحتاج الى وقت ليتقبل الفكر الاخر لكن هل بالفعل سنتقبله ؟هل نحن على استعداد لتقبل افكار يعتقد البعض منا انها غير جائزة او مرفوضة يتقبل ان يراها امامه و ان يتعامل معها كتصنيفها تحت بند الحريات ؟

    Like

  2. القاسم المشترك الوحيد بين البشرية جمعاء هو الاختلاف فيما بينها….و هذا الاختلاف يعطي لحياتنا تنوع كبير و يزيد من اطر معرفتنا و ثقافتنا و كون هذا الاختلاف لا يضر بالاخر و لا ينفي وجوده فنحن نحترم وجوده و ان كنا لسنا مقتنعين قبولنا للاخر لا يعني تبنينا لثقافته و لا انتهاج مسلكه….

    Like

  3. للآخر حرية أن يكون كمان يشاء وأنا أيضا لي حرية تقبله أو عدم تقبله على الاقل نفسيا على أن لا أسيء له بأي شكل من الأشكال.

    Like

  4. ليس أسهل من التنظير دائماً، لكن الاختبارات العملية هي التي تضع الإنسان إن كان صادقاً مع نفسه أمام مرآه الحقيقة وكم بلغ من هدفه المنشود. وأعتقد أنك صادقة، ببساطة لأنك رأيت عيوبك. لكن من ناحية أخرى، لا يعني قبول الآخر على ما هو عليه أن أستسيغ سلوكه كما هو، وإلا لا يوجد أي معنى لنضال الإنسان في سبيل تغيير واقعه. هناك فرق بين احترام الآخر وتقبله بما هو عليه وبين قبول سلوكه. مع بالغ التحية لك كيفما كنت.

    Like

  5. سلامات صديقتي مارسيل؛عندما أفكّر للحظة واحدة كيف سيكون موقفي إن كان أحد أولادي مثلا مثلي الجنس، أصاب بالرعب..مع أولئك الذين بالكاد أعرفهم، لا أستطيع سوى التعبير عن استنكاري على الأقل لاشعوريا، لكنّني أقول حسنا ليفعلوا ما يريدون ما دام ما يفعلونه لا يشكّل تعديّا على حريّتي..لكن مع ولدي كيف سأتصرّف؟أرجو أن يكون الموضوع بالفعل تربوياو ليس بيولوجيا ر بذلك أستطيع أن آمل بأن لا يكون أبدا مثليا أو مثليةً..!عموما أن يطبّق المرء ما يؤمن به ليس سهلا البتّة..و هذا هو الرهان الحقيقي، لكن تبقى المشكلة قائمة عندما لا يستطيع المرء تكوين حكم واضح كما هي الحال هنا، فالمعطيات حقيقة غائبة، و لا يمكن للمرء أن يكوّن حكما صحيحا عندما تغيب المعطياتتحيّاتي

    Like

  6. jafra هلا عزيزتي .. المشكلة انني من حيث المبدأ اعتقد ان لا دخل لي بأن أرفض أو أقبل / لكن من حيث التطبيق يبدو ان لدي الكثير من الرواسب التي تدفعني إلى العيش عكس قناعاتي

    Like

  7. hadi:) اتفق تماما مع ما تقول syRianitaهممم .. لدي حرية أن أقبله أو أرفضه ؟ انا هنا اعتقد انني مساءلة امام نفسي بمراجعة قناعاتي وحقيقة عيشها .. 🙂 واعتقد ان مجرد اطلاق الحكم عليه وتصنيفه والنظر إليه بفوقية هو إساءة من نوع ما ألا تعتقد ؟

    Like

  8. مرحبا ..لا أدري لكنني أشعر وكأنه يوجد لديكي فهم خاطىء لمعنى مصطلح (قبول الآخر). فقبول الآخر لا يعني أن تدخلي إلى أماكن قد لا تسمح لك أخلاقك أو تربيتك بدخولها! وقبولك للآخر لا يعني أن تغيّري من شعورك الفطري بأن المثلية أمر شاذ مخالف للفطرة. برأيك أن الميول المثلية هي شأن شخصي. حسناً هذا جميل لكن نفورك اللاإرادي او دعينا نقول (استغرابك) او استهجانك لهذا الأمر على أرض الواقع هو أمر طبيعي فقبول الآخر لا يعني أن تغيّري من أخلاقياتك ومبادئك فقط كي تشعري بأنك تنامين مرتاحة إذ أثبتّي لنفسك بأنك شخص يقبل الآخر :).إن قبول الآخر لا يعني أن نغير مبادئنا وأخلاقياتنا فقط كي تتماشى مع هذا الآخر!أنا مثلاً لا أشرب الخمر. ليس لدي مشكلة مع من يشرب الخمر فلو كنت أنا شخصياً ضد شرب الخمر لكنني لا أنظر للشخص الآخر أية نظرة من نوع خاص وخاصة إن كانت ديانته لا تحرم الخمر. هو حر فيما يفعل وهذا الخلاف لن يغير في علاقتي اليومية معه سواء كانت علاقة عمل أو صداقة لن يغير مثقال ذرة. هذا هو تعريف (قبول الآخر) لكن لو دعاني ذات مرة لتناول كأس أو الذهاب إلى مكان ليس من أخلاقي الذهاب إليه فسوف أرفض ولن أقبل بحجة قبول الآخر. وبما أننا نتحدث عن الأخلاق لقد ذكرتي نقطة وهي اختلاف تعريف (الآخلاق). معكِ حق في هذا فما أراه أنا من عدم الآخلاق قد يراه غيري أخلاقياً لكن يجب أن يكون لديكي نظرة اعتزاز بتعريفك الخاص للأخلاق ويجب أن يكون لديكي هذا (الغرور) الذي يجعل نظرتك لأخلاقك نظرة (علوية) بالنسبة لتصرفات الغير التي تعتبرينها لا أخلاقية, لأنهم -صدقيني- سيكون لديهم نفس النظرة تماماً عن أخلاقياتك! مع التحية

    Like

  9. العزيز جدا ً باسل تنتابني ذات التناقضات عندما أفكر بأولادي بخصوص العديد من المواقف التي تختلف عن قناعاتي ( التربية تفوق قبول الآخر صعوبة ! ) اعتقد ان الرهان الحقيقي بتقليص المسافة بين النظرية والعيش وهذا ما نحاوله .. ربما والغد قريب وقد تتضح المعطيات ،

    Like

  10. AN@Sمنور المدونة أول شي تاني شي .. قبول الآخر ليست بسلوك سلوكياته لكن بعدم التدخل بها \” ولو حتى بإطلاق الحكم عليه \” انا لن اغير ميولي ، ولن ارتدي إلا ما يناسبني واشرب ما يعجبني و .. و .. لكن هذا لا يعني انني انا المثال الذي يحتذى به وعلى الكل ان يشبهني ، أليس كذلك ؟ لدي ما يكفي من الثقة بما أنا عليه وبأخلاقياتي ، لكن ما ينقصني الانفتاح على اخلاقيات الأخرين وقبولها .. 🙂 فإن كان هو .. ينظر إلى اخلاقياتي باذدراء هذا قراره هو ولن يدفعني إلا اتخاذ الموقف المشابه 🙂

    Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

Up ↑

%d bloggers like this: