عائلتها كمعظم عائلاتنا في الشرق لا زالوا يصرّون أنه لا يجتمع رجل وأمرأة إلا وللشيطان مكان ما ، ولأنهم أهل الفتاة كان من أولى مسؤولياتهم الحفاظ على الشرف الرفيع من الأذى .
فالفتاة المهذبة ملكة البيت وسيدته ، جدرانه أصدقاء عزلتها وككل القصص الخرافية التي يتلونها لنا ونحن صغار كانت تنتظر ذاك الذي يأتي ويحبها وينقذها بقبلة من وحدتها ويتزوجها حتما ً لأن الحب الحقيقي كما تقول والدتها لا يأتي من الشباك بل من الباب فورا ً .
ولأن الفتاة المهذبة لا تكذب على أهلها ، ولأن أهلها لا يعتقدون بالحب دون زواج وهي أصغر من أن تتزوج حالياً .. فأصبحت النتيجة واضحة ، على حلم الحب الجميل أن ينتظر قليلا ً
قد تراها كل يوم من حولك ولا تلحظها فهي لا تبالغ في أي شيء وتحاول حتى إخفاء أنوثتها بثياب فضفاضة ، تسريحتها عادية ٌ جدا ً وكلماتها عادية جدا ً . فهي طبعا ً لا تود أن تبدو ” كفتيات هذه الأيام ” المتلهفات للفت أنظار الرجال .
وتنتظر أن يكتشفها الرجل الحلم في ركنها الصامت ، وتكبر مع ساعات الانتظار . ترسم له ألف نص وألف خيال وتهدي مخدتها كل الكبت واللذة .
ولكن الريح تعصف بالشرنقة وتلاحظ نفسها كيف أصبحت تغار من كل أنثى جميلة ، من كل عاشقين على مقعد جامعتها وتمارس النميمة بحقد على كل فتاة سولت لها نفسها أن تمزق هذه الشرنقة وتحب لالشيء إلا لأجل الحب ..
وأتى ! هل يشبه الحلم أم لا ليست تدري ، وليست تهتم . فهو هنا ، وهو قريب بما فيه الكفاية ليجسد في شخصه آلهة الخصب والحب
يعاملها برفق وبود الصديقة لكنها لا تستطيع وهي ترتدي عباءة حاجتها الطبيعية للحب إلا أن تفهم كل التفاتة على أنها بادرة ما ، تلميح لشيء سري تفهمه هي فقط ،
كانت تعدّ اتصالاته وتلغي من حساباتها كل المبررات التي يقولها : فهو يحبها لكنه خجول ربما أن يقول ، وتنسج للقصة تفاصيلا ً لا تعود الذاكرة قادرة على التمييز بين الأمنية والوهم .
ولا يتذكر هو عن هذه التفاصيل التي تتعبد لها ، إلا ظلالا ً غير واضحة .
ولأنها ” فتاة جيدة ” انتظرته سنة كاملة ليخطو الخطوة الأولى وفي السنة الثانية عندما بدأ بالابتعاد قليلا ً ، أوجدت له أعذرا ً لم يطلبها
فهو تارة قد ابتعد لأنه خائف من مشاعره ، أو لعله لم يفهم انها تحبه وتبدأ هنا بلوم أنثاها على تقصيرها تارة أخرى، ولربما .. ولربما
ولا يتبادر إلى الذهن أبدا ً أن حالة الحب هذه لم تخرج من دائرتها هي وأنه هو عندما لاحظ أخيرا ً تفاصيلها الشديدة العاطفية ، بدأ بالابتعاد رغبة في حمايتها هي ..
ولأنها لم تعاين قبلا ً نظرة الرغبة في عيني رجل ، أو سمعت كلمة حب صادقة .. كان رفضه الذي فهمته متأخرا ً الريح التي مزقت آخر أجنحتها
هو يصر على أنها كانت مستعدة لأن تحب ، أي رجل كان ، وأن الصدفة فقط دفعت به في طريق صداقتها . وتصدمها ” قدرته على نكران الجميل ” كيف لم يقدر هذا ” الحب الذي خبأته لأجله فقط طويلا ً ” ؟
واليوم من يقول لها أنها جميلة ؟ لربما لهذا جعلتنا الطبيعة نعشق باكرا ً ؟ كي تكون قدرتنا على ترميم أرواحنا المكسرة في اوجها ؟ من يدفعها لأن تصدق أن الحلم لن يأتي إن لم تبحث عنه ، وأن خارج جدران غرفتها وأحاديث النساء الصباحية لا زال العالم يجري جميلا ً . من يمسك يدها لتعبر فوق الرفض إلى الثقة . ويخبرها أنها لن تموت من الخيبة وأن خبرة حب فاشلة لا تعني نهاية العالم
وتحتضن كل ليلة ذات المخدة الصديقة الأقرب لتفرغ فيها هذه المرة .. دمعا ً حزينا
اسمحي لصفق بقوة .. على قصة عم تتكرر بسناريوهات تكاد تكون متشابهة مع كل أنثى شرقية 😦
LikeLike
اسمحلي لي سيدتي ان اقولك لك بأن فتاتك هذه مثالية جدا فأن لا اتفق معك ومع احد المعلقين بأن نصور بأن معظم فتياتنا الشرقيات يعيشنّ سيناريوهات مشابهة وخاصة ان فتاتك هذه طالبة جامعية وان كنت لا انكر وجودها بنسبة صغيرة.صحيح ان عائلاتنا لاتزال تصر على مبدأ أن لا حب دون زواج وأن الحب يأتي من الباب فورا وان لاعلاقة او صداقة بريئة بين شاب وفتاة ولكن هل نحن وبكافة أطيافنا فعلا ملتزمون بما يقولون؟؟ وان كنا نطبق مبادئهم ووصاياهم امامهم فهل نحن بالحقيقة نفعل مايريدون ام ما نريد. أم اننا دائما وكما في كل شيء نعيش هذا التناقض بين ما نظهر وبين ما نفعل.لا اعتقد سيدتي في وقتنا الراهن ان هناك الكثيرات من فتاتك هذه. فمعظمهنّ قد مزقنّ الشرنقة لا وبل تنقلنّ من زهرة الى اخرى سواء أكان هذا في السر او العلن.يبقى السؤال اخيرا سيدتي هل المشكلة في مجتمعنا ام المشكلة فينا نحن الذين ما ان نكوّن عائلة حتى نعود ونربي اولادنا على نفس المبادئ التي رفضناها ونجعلهم يعيشون ذات التناقضات التي عانيناها.مع الشكر الجزيل
LikeLike
wawoooooooo wonderful really mimo you write close to the soul
LikeLike
واو..واوميمو يا ميمو..بتجننما كنت متمنّى انها تخلص..حبيتها..بتمنّى لو كان عندي قدرة بالتعبير عن المشاعر والاحاسيس متلك بس لحتّى اوصفلك أديش حلوة..واو
LikeLike
Fatoshaشكرا ً 🙂 العديد من الصديقات مررن بشيء مشابه الخبرة الأولى المتأخرة 🙂 والتعلق بالصديق دمتي بود layalام اللول ، عم حاول انو القصص القصيرة تكون سلسة بس لسا ما راضية عن اسلوبي القصصي
LikeLike
الـ غير معرف ، هناك ال كثير من المثاليات ، لربما لم تلتق بهن بعد عندما سميت القصص القصيرة التي اكتبها نميمة // كنت أقصد تماما ً // انها نميمة على اشخاص في حياتي على صور القاها هذه الفتاة التقيتها في محيطي \” وربما لاكثر من مرة \” البعض قد مزق الشرنقة والبعض لا زال يتخبط في جدرانها أما اولادي ، اعتقد انني سأربيهن على الحب 🙂 مع كل الشكر لمرورك
LikeLike
dannyداني يا داني منيح أنها عجبتك رح تابع بالقصص لنشوف 🙂
LikeLike
جميلة جداً…رغم أنني شاب لكنني شعرت بتك التفاصيل الصغيرة التي ذكرتيها …من خلال أختي الأصغر… لقد حاولت أن أكون صديقاً لها… ولكنني كنت دوماً في موضع المتردد هل أحثها على تمزيق الشرنقة… أم أصمت وانتظر حتى تمزقها بنفسها…؟؟؟
LikeLike
Somarاعتقد ان صداقتك ستؤثر في نضجها ، لكن دون الضغط عليها ليس عليها أن تمزق شرنقتها إذا لم تكن جاهزة بعد 🙂 شكرا ً لمرورك
LikeLike
هاي كيفك انا ويجا من اخوية شو هالمدونة هي بهنيك كتير عليها وان شاء لله للافضل دوما ودوماتحياتي
LikeLike
هلا ويجا منور بالمدونة !! يا مية أهلاو سهلا
LikeLike
أعتقد بأن هذا ما ينعتونه بوصف\”الخيال أجمل من الواقع\”لا أجمل من الخيال و لا أروع و لكن ليس إلى حد أن يحتجزنا في ال لواقع لنعيش أبعد ما نكون عن ما يسمى واقع مرير أو واقع بدون أمل..أوليس هذا الذي عاشته بطلة القصة يسمى \”أمل\”,,أعجبني حين قلتي و آتى!! :)ألمتني الجملة التالية و عزفت على أوتار قلبي لحنا فرنسياً حزيناً : \”هو يصر على أنها كانت مستعدة لأن تحب ، أي رجل كان ، وأن الصدفة فقط دفعت به في طريق صداقتها\”صديقتي مرسيل لكي مني كل الود تقبلي احترامي اللاذع و الشديدصديقتك غريس
LikeLike
Grace——-اي فينو يكون أمل ، وفينو يكون وهم ..وقت منبني الأمل ومنحاول نأسقطو ع أي شخص 🙂 احيانا بتختفي الغيمة فجأة ومنلاقي السقوط قوي .. شكرا ً لمرورك 🙂 منورة دوما
LikeLike