للشخص الضعيف ، المجروح بذكائه أو الشخص ذوي الاحتياجات الخاصة ، خصوصية بالغة في التعامل مع جسده . فهذا الجسد بحاجة لعناية بالغة ، تكون بالغالب ملقاة على عاتق إهله // الأم في أغلب الأحيان // .
وبحنان كبير وحب أكبر ، تبادر هذه الأم بالعناية بهذا الجسد مؤمنة ً له كل ما قد يحتاجه من طعام ولباس وحتى أدق تفاصيل نظافته
العيش لخمسة أيام في المخيم ، ومحاولة مساعدة أحد الصديقات في حياتها ضمن المخيم . بينت لي ” وأنا أعتقد انني جسديا ً أمتلك الكثير من القوة ” كم تصبح العناية اليومية والتفاصيل الصغيرة في حياة الشخص الضعيف مهمة صعبة ،
وكلما تقدمت الأيام بهذا الشخص تقدم العمر بأهله والأشخاص الذين يعتنون به . هذه المهمة التي يضطلعون بها دون ان يدلهم أحد على طريقة أسهل او يمد لهم يد المساعدة تصبح عبئا ً على صحة الأهل ، وهاجسا ً يؤرق بالهم
وبحكم عيشي لسنوات مع الشخص الضعيف في إيمان ونور.. اقول لهؤلاء الأهل بكل محبة ( وأنصح كل من يعرف أحد هؤلاء الأهل أن ينقل إليهم هذه النصيحة )
” بقدر ما تحبه .. ساعده أن يستقل بجسده عنك ”
إذا كان غسيل يديه سيأخذ من الوقت أضعاف ما يأخذه إن غسلتها أنت له ، لكن عليك أن تصبر عليه ليتعلم هو أن يغسلها وثق أن تكرار ممارسته لهذه الأعمال اليومية سيجعله ينجزها بوقت أقل ، ساعده أن يلبس بنفسه ، أن يتحمم بنفسه ويحافظ على نظافة يديه و جسده بنفسه .. خفف تدريجيا من مساعدته لك ، ليس لأنك تود أن ترتاح فقط بل لأن لجسده خصوصية عليه أن يشعر بها ، علينا أن نحترمها . علينا أن نمسك بيده ليصل إلى اكبر قدر ممكن من استقلاليته
قد يعاني من مشاكل بالنطق ، وتخلق مع الوقت بينكما لغة معينة من الأشارات تكفي لأن تفهم أنت ما يحتاجه .. لكن هذه اللغة ستصبح مع الوقت عائقا ً في تواصله مع الآخرين ، اجبره على استخدام مايستطيع من صوته ، علمه مفردات أكثر ، ادع انك لا تفهمه .. واجبره أن يحدثك بصوت مسموع .. فبالنهاية أنت لا تريد أن تفهمه أنت فقط ، بل تريد أن يخرج من قوقعته ويتواصل مع الآخرين .
قد يعاني مشاكل حركية تجعل المشي عملية صعبة ، علمه قدر الإمكان الإعتماد على الأشياء ، الجدران .. الأبواب .. الأشياء الثابتة في المنزل ، أكثر من اعتماده عليك كشخص في حركته
ابحث عن الأجزاء الأكثر قوة في جسده واسعى إلى تقويتها . علمه كيف يستخدم جسده بالشكل الأفضل ، قد يجد صعوبة في البداية ، اصبر عليه ..
وتذكر دوما ً ، هذا لا يتعلق برغبتك بالتخلي عن العناية به لكن في نهاية الطريق .. كلما أحببته اكثر .. كلما سعيت ليستطيع أن يحيا خصوصيته واستقلاليته .
أوافقكِ الرأي
LikeLike
شكرا ً لك 🙂
LikeLike