مع التوحد ، في حلب ..

 
يبدو الحديث عن التوحد ضبابيا ً حتى للأشخاص التي قضت سنينا ً طويلة في العمل الطوعي أو الجمعيات المختصة بالمختلفين و ذوي الاحتياجات الخاصة ،
لذا دعوني أبدأ أولا  ً بما هو التوحد : فالتوحد هو اضطراب نمائي شامل يظهر في الثلاث سنوات الأولى من حياة  الطفل مؤدياً إلى قصور واضح في كل مما يلي: اللغة الاستقبالية والتعبيرية , الجانب الاجتماعي والعلاقة مع الآخرين , اللعب والتخيل , فهم المشاعر والتعبير  عنها . 
 
وكما الحال في معظم الأمور الصحية في سوريا ، تغيب الاحصاءات تماما لتحل مكانها التكهنات ، كم عدد الأطفال المصابين في التوحد ؟ 
وهذا السؤال ليس الوحيد الذي يواجه أهل الطفل ، بدءا ً من قلة الاخصائين القادرين على التشخيص ؟ هل طفلي متوحد ؟ هل طفلي هو الوحيد ؟ أين يدرس ؟ كيف أتواصل معه ؟ ماذا يعمل ؟ كيف سيحيا بعدي ؟ 
وتبقى معظم هذه الأسئلة ” في حلب ” على الأقل ، وهي من المحافظات الكبرى في سوريا .. دون إجابة لغياب أي جهة ممكن أن يلجأ إليها الأهل  
ولأن الجهات المعنية في شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة ” مشغولة ” على ما يبدو بأمور أخرى ، تبقى الخطوات التي تؤخذ في هذا المجال محدودة برغبة وقدرة العمل التطوعي ” المحدود ماليا ً ومعرفيا ً ” ومعتمدة على مبادرات من أصدقاء وأهل المتوحدين والتي تعاني للأسف من العديد من العوائق بعيدا ً عن الدعم الرسمي .. 
 
ولأني أبدو دوما ً شديدة الانتقاد لقلة الدعم الرسمي سأحاول توضيح ما أعتقد بوجوب عمله : 
– مركز تشخيص للتوحد في مكل محافظة 
– تأمين صفوف تأهيلية ( لدينا كوادر خريجة إرشاد نفسي بالمئات) ، في مدارس خاصة كخطوة سابقة لدمج بعض الاطفال في المدارس 
– تعليم أساسي مجاني أو بأجور رمزية ” معظم المدارس المختصة بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة تضطر لغياب الدعم المالي ، أن تصل أقساطها لثلاثين وخمسين ألف ليرة سورية بالعام ” 
– تأهيل مهني بعد عمر مناسب
– نشر الوعي بما هو التوحد 
– جمعيات للتواصل مع الطفل المتوحد وذويه .. 
 
هناك الكثير من الشباب الذي على استعداد ان يشارك في أعداد هكذا خطوات ، والكثير من المؤمنين بأن يدنا بيد الجهات المسؤولة  تستطيع أن تصنع فرقا ً .. 
نحن نمد أيدينا … ماذا عن أيديكم أنتم ؟ 
 
 

7 thoughts on “مع التوحد ، في حلب ..

Add yours

Leave a comment

Up ↑