أتقضي معي سهرة رأس السنة ؟
تصّر ان لديك التزامات تمنعك أن تقضيها معي .. تلك الليلة الحزينة جدا ً التي نودع فيها عاما ً خسرنا فيه ما خسرنا … واكتسبتك انت .. أجمل نعم العام الفائت وهديّة تدفئ ما تبقى من برد الروح
وتشرح لي لو أنك تقدر لما اخترت مكانا ً آخر .. وابتسم لتبريراتك .. وابتلع من اللغة ما أخشى ان يبتز خوفك عليّ
أو يفضح رعبي المتعلق بثنايا حضورك ..
وأعيد السؤال يوميا ً ؟ ألا تسهر معي رأس السنة ؟
واصمت .. تاركة بين السطور .. أسئلة أخرى .. كعادة الأسئلة التي لا اسألك إياها لأنني أخشى عليك حتى من فضولي ..
دعني أقولها لك اليوم طالما لم يعد لدينا ما يكفي من الرغبة بالتستر وراء اللثام نحن ايضا ً ..
اسهر معي غدا ً .. فأنا لست أدري أينما سأكون بعدها … فأنا أسعى يا صديق الثورة الجميلة أن أبقى على قيد الحرية .. لكن لا ضمانات في واقعنا ” المحرر ” تثبت أنني سأكون هنا بعد غد
فهلا عشت معي من الفرح غدا ً فسحة مجنونة .. تحدثني فيها عن سعادة تخترعها ويكذبها صدق الكأس الثاني .. الذي تتلو بعده آلامك فاحملها بقلبي .. بتقدير كبير أضعها قرب آلامي وخساراتي ..
اسهر معي غدا ً .. حتى إذا اختطفتني جهة ما .. لن نسميها علانية كي لا تقتل دعوتي إليك بالفرح … حتى إذا اختطفتني تلك .. اعيد ذكرى عيدك في برد الغياب الذي تجهله ..فأحيا
أعيد التفاصيل الفرحة .. وأزيد عليها من الخيال … فأقول عيناك ما لم تقله حقا ً .. وأنسج على الغرفة التي تخفيني .. فسحة من أمل
اسهر معي غدا ً .. فأنا لست أدري إن كانت الحياة ستكافئني بوجودك دوما ً معي
أنت جميل يا صديقي .. جميل جدا ً ..
وفي بلادي نخشى كثيرا ً على الجميلين ..
أسهر معي غدا ً .. حتى إن دقت الساعة الثانية عشر .. لا اتساءل كما أفعل دوما ً هل انت بخير ؟ هل في لحظتك من الدماء ما يشغلك عنا .. كي لا أثمل بإحساسي بالذنب إن أنا فرحت وأنت هناك تعيد ترتيب ملامح الوطن لأجلنا .. لأجلي ..
اسهر معي غدا ً .. فأنا اشتقت كثيرا ً للحظات عائلية … وأنت بكليتك .. بذاك الرجل الذي يعتني بمن يحبهم .. انت شيء من العائلة .. وأنا اشتقتك .. أيضا ً
اسهر معي غدا ً .. كي نتمنى سويا ً ونحن نستقبل عاما ً جديدا ً .. لسوريتنا التي نعشق وعليها نغار .. سنينا ً عديدة مملوءة بالحرية والأمل ..
أبعد هذا كله .. ألا تسهر معي غدا ً ؟
Leave a Reply