أنا .. لا وقت للضحية فيّ
ألصقت وجهي على عجل، نظرت إلى الصور القديمة
حاولت إعادة الابتسامة إلى مكانها تماما ً
وفشلت
ولكن من تبقوا أحياء كانوا أكثر حزنا ً من أن يلحظوا الفرق
رقصت على أبواب اللامبالاة المدّمرة وأتقنت الغناء مجددا ً
فالموت يغمز لي بعينيه
أشعر بالذنب إن برميلا ً أصابها ولم يصبني
مدينتي المنحوسة تلك
لا وقت لديّ
لقد اعتنقت مسيرة موتي
ما بين خيار البطولة وتعب الانتحار
هذا ما اعتدت أن أسميه شجاعة
وحينا ً حلم قبر لم تطاله
ماذا لو اعتقلني ذاك المسلّح المجنون ” حاكم البلاد”
لا فرق.. هي هي
ماذا لو عرف ذلك المهاجر الحاقد
طعم المحبة التي ناولني إياها أبي
لا فرق .. هي هي
فالموت بالأسد كالموت بغيره
بطولة
وجئت أنت ..
كان العمر عالقا ً وكنت أعتقد أنني على مقاعد الاحتياط
انتظر صفارة الحكم لأرحل كالآخرين
فكان أن قلت لك ” لم لا”
صدّقني لم يستطع قلبي حينها أن يصرح ” نعم”
ورغم سنوات النضج التي أخطأ الزمان فأعطاني إياها رغم أنها تعود إليك
رغم الإيمان والشك
واختلاف ايقاع جنوني عن إيقاع جنونك
لم لا
فإن كنت قد أيقنت أن الحياة قصيرة جدا ً
فلم لا أحياها حتى ” الملأ”
وكنت أنت هذا الملأ
-ولا زلت –
أحببت قبلك في زمن الانهيار هذا
او هكذا اعتقدت
كان لديّ ما يكفي من الخيال لأختلق شخصا ً
لا أحزن إن هو رحل
ويعتاد غيابي كأني لم أكن يوما
وكتبتهم .. وعاينوا النص فلم يجدوا وجههم في اللغة
وأجزع اليوم حين أقرأ نصوصي
فأرى انعكاسك أنت
وكانت الـ ” لم لا ” وكنت أنت الحياة بصخبها
وأنا يا أيها الجميل
نسيت ماذا كنا نفعل بالـ”حياة”
كنت أنت وبابتسامة هادئة
من عبر آثار الدماء على معصمي
عبر
الدموع والركوع على ركبتي الخيبة
كنت تشرح لي بحضورك
كم كان جبان اعتناقي الموت
كم كان هروبا ً نحو الهاوية
ومصالحة مع مشيئة الظالمين
كائنا ً من كانوا
وإعلان الراية البيضاء كنفا ً
منذ تسعة أشهر او أكثر
فلا زلنا حتى اللحظة مختلفين حول متى بدأت الحكاية
ولا زلت أعجز عن ترجمة السعادة التي تستيقظ مع عينيك
لا زلت أفاجأ جدا ً وأنا أمسك بي ليلا ً
وأنا أحلم بغد معك
“غد ” ؟ لي أنا ؟
كنت خصلة الضوء التي الأحقها في زنزانة الكآبة
فتخرجني إلى الشمس
كنت الوحيد الذي أعاد الإبتسامة مكانها تماما ً
فيك رائحة العائلة ودفء الجذور
عدت معك
أخاف أخاف أخاف ..
كانسان
وفرحت بذلك
كل ما اعتقدته قبلا ً بطولة كان جبانا ً جدا ً
والقرار الشجاع .. هو أنت
Leave a Reply