قوس قزح

 تراودك نفسك أن تقترف الفرح، وتبتسم للفكرة الطارئة ! ” الفرح ” .. عابرُ ربما .. 
تنتظر أن تتوقف الموسيقا داخل رأسك، قليلا ً وستعود لك حالة حزنك .. “الطبيعية “، وسيختفي قوس قزح الذي أحتل تلافيف أفكارك
تخجل من فرحك كطفل يتلعثم  عند قراءة نص جميل بالغ التعقيد
كيف كنا نكتب عن “السعادة “، لا حل سوى أن أسرق الضوء منه فتتألق اللغة ويقوم الغزل من بين الأموات .. حياَ
ممتن أنت أن تعطيك الحياة بغبائها فرصة أن تغفو على الحب، أن تعيدك قبلةُ إلى سذاجة الإيمان بالنهايات السعيدة وأن الأخيار قد ينتصرون وأن لنا “كلنا” غدُ ما ..  
أن أبتسم لنفسي في المرآة كأنني ألتقيها بعد قطيعة، أن أعيد لمس التفاصيل بحثا ً عن خطوط أصابعه التي قد مرّت هنا
هل أصبحت أجمل ؟
هل تقطر من أناملي الألوان فعلا ً ؟ هل تبادلت الابتسامة مع تلك الغريبة في الطريق علني أرد الجميل للكون على هذا الكم من ” الفرح” ؟ هل كانت فقاعات الصابون الذي يطلقها أطفال الحي، تتألق.. أم أنه فقط كالعادة ” حضوره” الذي يستطيع ملأ اللحظات بالنجوم ؟
هل حكوا لأمهاتهن عن تلك السورية التي لم تشبه حزن الحرب التي يسمعون عنها .. التي كانت ترقص فرحا ً ؟ وهل كان أهاليهن ليتوقعوا ويخبرونهم ” ربما هي عاشقة ” ؟
يخلع ذاكرته أمامي .. دفترا ً دفتراً، أن يقرأ اللحظات بصوته .. “هنا كنت حزينا” ، “هنا كنت وحيدا ً” وهنا .. يصمت قليلا ً وأفشل أنا اللحوحة دائما ً باحترام صمته .. “هنا ماذا ” … ويقلب ألصفحة
أن يخلع كل هذه الذاكرة بابتسامة المغفرة، التي تقول دائما .. ” لك أن تخطئي .. وأنني أحبك حتى المغفرة”
يأخذ وقته كاملا ً ليصبر حتى أرمي آخر ادعاءات الكبرياء .. وأمسك بيده ليمر بها على انحناءات المزاج !
أقوده في أروقة الهشاشة .. حتى الجرح الأكثر عمقا ً، وأرتجف خوفا ً .. أن تجزعه الوحوش المتصارعة داخل الروح
ها أنا عارية من كل  ادعاءات البطولة، وله وحده ذاتي بضعفها
ويحنو كعادته وأختبأ فيه

تحاول اسئلة المراهقة أن تعبث بالفرح ، هو لم يقل أني جميلة “اليوم” ؟ هل هناك من يراها ” أجمل ” ؟  هل أكفي بجنوني ؟ هل أستحق أنا المحملة بحقائب الذنب والحزن والغضب .. حبه ؟ هل يعود ؟ هل يرحل ؟ لم يقل أنه يحبني ؟
ولأنه يقرأ حتى انحناءات الجبين ، يزيح خصلة الشعر المجنونة عن وجهي .. يحيط كاملي بكامله، ويبتسم ! وتطرد المياه المقدسة كل الشياطين ويتجلى الله.
غريب كيف يعيدني ذاك الملحد جهرا ً إلى أحضان الألوهة، أختبر الجنة بسلامها وأعود لأرى فيّ صورة المسيح وقدسية مريم
غريب كيف يستطيع ذاك المترع بالحزن أن يهديني أفراحا ً عارمة من تفاصيل صغيرة داخل كهوف عزلته
تريحني حتى نوبات نزقه .. لاشيء يحتاج أن يجمّله أمامي .. مدرك دوما ً كم أحبه بكليته، لا ادعاءات ولا مكابرة.
لاشيء خارج انحناءة عناقه ذو أهمية تذكر في تلك اللحظة، لا شيء يخيف او يقلق ، لا كآبات ولا أحزان ولا حتى خسارات !
لا شيء خارج الالتحام به ذو معنى في تلك اللحظة.. أن أحمل داخل راحة الكف بعضا ً من قطرات عرقه .. زوادة أيام الجفاف وحصار العاطفة.
يهديني من الفرح ما يكفي لأتذكر أصلا ً لم كنت أناضل ؟ وأن الحياة .. قد تستحق “فرصة” ما

للحياة أن تقرر أين يسير بنا الطريق وأين تودي بنا الرحلة، ولنا وحدنا أن نخضع قسوتها بالحب ..
دائما ً

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

Up ↑

%d bloggers like this: