في ذكرى حلب

إلى أولئك الذين سيأتون المكان بعدنا… كانت لنا هناك ثورة. لم أكن من أبناء تلك الأحياء، كنت زائرةً غريبةً. غريبة بكل تقاليدي الصغيرة، تحية الصباح التي ألقيها على الجار على الدرج، بحثي المحموم عن منتجات لا تباع هناك، هوسي الدائم باختلاق الأحاديث مع سائق التاكسي لأعرف آرائه السياسية وما يزعجه من الحواجز. لنا هناك ثورة،... Continue Reading →

عن الحقد والغفران

في البداية كنتُ جميلة ومملوءة بعبق الثورة وحدها، بالإيمان النقي بأننا هنا لنصنع التغيير وبأن الحقد لا يمكن أن يحمل في ثناياه تغييراً نأمله، وبأنه لا بديل لدينا إلا أن نصبر على الآخرين حتى يشقوا عباءة الصمت والذل ويلحقوا بنا، وبأن لكل منا أوان نبوأته وعلينا أن ننتظر ولادة الصرخة، وانتظرنا.. كان لدي ما يكفي... Continue Reading →

أي مسيح يولد لنا؟

إنها أيام “مجيدة”، كما يفترض، يولد فيها المسيح، إله المحبة والعدل والسلام. ولكن أي مسيح يولد في عالمنا اليوم؟لو جاءنا اليوم مسيحاً كذاك، لاستوقفنا طويلاً الغطاء على رأس مريم، لأغلقنا أبوابنا بدورنا أمام الفقير القادم مع زوجته الحبلى. كانت بيوتنا هي التي قالت لا لولادة المسيح فيها وكنا نحن سبب الولادة في المغارة. لو جاءنا... Continue Reading →

جواز السفر

حضرة المحقق، محظوظةٌ أنا بجواز سفري السوري، فلولاه لما كان البحث العشوائي اختارني للتحقيق في كل المطارات، عشوائيًا وبمحض الصدفة طبعًا. لو لم أحمل جواز السفر السوري لمررت ككل الآخرين، أو كمعظمهم لنقل، دون أن ألحظ أولئك الذين اختارهم حظهم ليخضعوا للتحقيق، لأَصْبَح لدي امتياز أن أصل إلى وجهتي بوقت معروف مسبقًا. تخيل أن يحصل... Continue Reading →

هل أنا قادرة على القتل ؟

هل أنا قادرة على القتل؟ لو طرح عليّ شخص ما هذا السؤال قبل خمسة أعوام، أنا التي اعتدت أن يزين مكتبي قول المسيح “اغمد سيفك يا بطرس فإنه مكتوب، من أخذ السيف بالسيف يهلك”، لأجبت بسرعة وسذاجة ربما “مستحيل! فأنا لا أمتلك القدرة ولا الرغبة بأن أنهي حياة إنسان ما” ولاستطردت بثقة مرتاحة “أي كان هذا... Continue Reading →

عيد الميلاد

    اعتاد عيد الميلاد أن يحمل وقعا ً مميزا ً في عائلتي، مملوءاً بالطقوس الروحانية والعائلية دائماً. في صغرنا كنا نتناوب أنا وليلى أختي لساعات الليل بانتظار أن نمسك “بابا نويل” بالجرم المشهود. لا أذكر تماما ً متى أدركنا أنها لعبة من أهالينا، أو متى وجدنا الرسائل التي كتبناها له عبر السنين محفوظةً لدى... Continue Reading →

شيء شخصي ؟

ألتزم بالذهاب إلى جلسات المعالج النفسي بشكل أسبوعي، دون أي مقدار من الشعور بالعار المنتشر في مجتمعاتنا تجاه هذا المفهوم. في داخلي برميل من الذنب يتهاوى يوميًا على ما تبقى في قلبي من عشٍق للحياة. يوم الأربعاء الساعة الثانية عشرة .. وقت مسروق من العمل، أقضيه في الحديث عن كل شيء تقريبًا. يعقب المعالج في الجلسة الأخيرة:... Continue Reading →

سميرة في قلوب السوريين

هو محاطٌ بكوكبة من الأصدقاء الشباب، يستشيرونه في تفاصيل تعبهم الشخصي. كيف لا، وهو قد عاشها كلها، مراحل درب الجلجلة السوري، ولا يزال على قارعة انتظار القيامة، مسلحًا برجاٍء يشعرك بالخجل من ضعفك. بدأت ما لا أعرف إن صح تسميتها صداقتنا، أو ربما أبوته الروحية لي ولكثر من أمثالي، بأن كنت أرسل له في بداية... Continue Reading →

من البطلة إلى الضحية

كان عليّ أن أبكي” هذا كل ما يخطر في بالي مرارًا وتكرارًا عندما أتذكر تلك الفتاة الصغيرة التي تحولت لأشلاء. لا أعرف شيئًا عنها ولا أمتلك القدرة على تقدير العمر من بقاياها لكنني أذكر أنني توقفت هناك كالمذهولة. لم أصرخ وهم يجمعونها، لم أحاول المساعدة، لم أفعل شيئًا، أي شيء. كان جسدي ” الغبي” مصّرًا... Continue Reading →

عيد ميلادي

أفتح الفيسبوك، رسالة معايدة لصديق اغتنمت الفرصة بعد ثلاث سنوات لأستطيع معايدته.. ثلاث سنوات وهو في السجن لكتابته على موقع على الإنترنت.. اعتدت أن أكتب فيه، يدعى الموقع أخوية. كريم عربجي صديق جميل جدًا.. ثلاث سنوات قبلها وأنا أطفئ شموع قالب العيد أتمنى له الحرية والخير. وخرج. فتحت رسالة الفيسبوك. أرسلت له معايدة رسمية جدًا لا تلخص كم الفرح... Continue Reading →

Up ↑