في المباراة الأكثر توتراً وجدية وشهرة بين الأصدقاء، أكون عادةً مع الفريق الذي يشجعه من أحب ! إن كان من أحب مع برشلونة فأنا حتما ً اشجع برشلونة ! وإن كان مع ريال مدريد ! فإذا ريال مدريد فريقي المفضل !
المشكلة عندما ابتدأ هذا الموضوع في “التشجيع ” يتحول لظاهرة سياسية وحقوقية وأخلاقية تتعلق في مواقفنا من كل الأشياء!
أنت مع داعش ولا مع النظام فيما يتعلق بموضوع ” تدمر” ؟
وأحاول أن أكبت السؤال السخيف ؟ شو لابسين ؟ وأي فريق يجب أن أشجع !
لست أدري متى استحلنا أحاديي التشجيع ! في ثنائية مع الفريق وضد الفريق الخصم !
هل أستطيع أن أشجع الحكم ؟ أن أشفق على الأرض ؟ على اللعب غير الجميل ؟ على الرؤوس المقطعة أيا ً كان قاطعها ؟ أشفق عليه وعلينا وعلى الجسد البشري المستباح هناك ؟
كيف نستطيع أن نختار ؟ بين من يقتلك أو يقتلك ؟ بين من يسلبك بعض حقوقك ومن يسلبك بعض حقوقك الأخرى ؟ وبأي حق نحن المرتاحون قليلا ً نستطيع أن نفرح لأحداها ؟ لا فرح إن أخذت داعش مدينة ولا إن استردها بشار الأسد !
أنا التي لا أستطيع أن أحيا مع كليهما ! هلق استطيع أن أعلن ذلك ؟ أن لا فرح لنا .. بمن دمروا أثار تدمر، ولا بذاك الذي حولها إلى ذاكرة ملآى بالتعذيب !
لم علينا أن نفرح أساساً ؟ وكل الأسئلة التي هناك مطروحة وتحتمل بعضا ً من الحقيقة الفاجعة !
نعم ستقضي داعش على أي فرصة ” للحضارة والتراث”، وستأدلج أطفالنا على العنف ! ولكن من قال أن الحضارة هي محض أبنية وأن النظام السوري يستطيع أن يقتل بشكل ” حضاري” ما استطاع من الناس .
وإن كان ذلك ممكن الحسم على صعيد تدمر وحدها ،” رغم اني استبعد ذلك تماماً” ! فكم يصبح الأمر أكثر تعقيدا ً إذا فكرنا به على الأرض السورية كلها ..وبالإضافة لذلك عامل الزمن ! فهل الأخطر أن تتمدد داعش لتربي جيلا ً جديدا ً ؟ أم أخطر أن يستعيد النظام سيطرته لتضيع التضحيات هباء ونعود إلى حكم الديكتاتورية التي لن ينترعها أحد !
وقبل أن نسأل كيف ؟ ربما علينا أن نسأل لم ؟
لم لا نستطيع أن نقول أننا خارج هذه الفرق ! نحن المظلومون منهما كليهما .. او للأدق منهم كلهم !
نحن الذين خذلنا تدخل سمير قنطار ، ولكننا ضد أن نهلل لاسرائيل لقتله
نحن الذين لا يهمنا كم يبدو اللاعبون شبيهين بنا !فلن نهلل لهم طالما أنهم يعتنقون العنف !
نحن المعنيون في أرض اللعب ومستقبلها !
Leave a Reply