رسالة إلى ديمستورا


السيد ديمستورا
هذه رسالة متأخرة، وددت أن أكتبها سابقاً ردا ً على انك قد صرحت منذ مدة قريبة، بأن المعارضة قد خسرت الحرب.
لا ادري سيدي إن كان تصريحك المترافق مع نتائج التحقيق بمجازر الكيماوي وإعلان مسؤولية النظام عنها قد أضحكك كما أضحكنا ؟
هل تعتقد سيدي أننا لا نعرف اننا قد خسرنا الحرب ؟
أننا ونحن نعد خساراتنا وأطرافنا المبتورة، بيوتنا المدمرة وأصدقائنا الراحلين تحت التعذيب لا نعرف كم خسرنا ؟ هل تعتقد أنه كان عليك أن تعطي القتلة إشعار الضربة القاضية ؟
بم كنا سننتصر سيدي ؟ بأكاذيب أصدقاء سوريا علينا في الغرف المغلقة ؟ بالوعود الفارغة ؟ بالتصريحات خفيفة اللهجة التي تداعب بشار الأسد وتتفادى إزعاج روسيا
كيف كنتم تودون أن ننتصر؟ أن نكون أقل عددا ً فنموت كلنا بوقت مبكر؟ كيف كنتم تودون أن تكون النهاية ؟ أن نذهب إلى المفاوضات التي ترعونها دون أي شرط ؟
يريد أن يحكم إلى الأبد، نوقع ؟
يريد رؤوسنا جميعاً، نوقع ؟
يريد أحلام أطفالنا، نوقع ؟
هو لا يحتاجكم في كل هذا، هو لديه جيوش مجرمة وطيران مجرم وكيماوي وأقبية، لم إذا لا زلت يا سيد استيفان، مهووسا ً في ممارسة الضغوطات على الجريح! دعنا وشأننا
التقيتك مراراً، وكل مرة كنت أقطع المسافات، بامتيازات مقرفة لي، كي ألتقي بك ضمن غضب رفاق الدرب، هم يعرفون أكثر مني ربما، ان لا جدوى من الجلوس معك
وكنت اقطع المسافات، أرتدي ثياباً رسمية مضحكة وأتدرب على ما سأقول كي أقلل من أخطائي الانكليزية، أقل عاطفية يجب أن اكون، بغض النظر عن تواتر الاخبار
قصفت مدرسة ، لا يجب أن ابدو عاطفية
أعز اصدقائي يواجه خطر الاعدام الميداني، لا يجب أن أبدو عاطفية
مدينتي محاصرة، لا يجب أن ابدو عاطفية
والتقيك بعدها، ومجدداً تتهمني بأني غاضبة !! رغم كل التدريبات السابقة ! تتهمني بأني غاضبة
هنيئاً لي ولك، لم أعد غاضبة
كنت غاضبة يوم كان لدي توقعات، ولكن منذ سقطت مدينتي بأسلوب مهين للانسانية، وانا لم أعد اتوقع شيئاً ولم أعد غاضبة ..
لم تفكر بالاستقالة يومها؟ غريب !
التقيتك عدداً من المرات، بعدها في مدن متعددة، يوما ما ستزور حلب، بينما أقبع انا في المنفى، وستصافح القتلة، بينما أقبع انا وأمثالي هنا ، وستعظنا عن أهمية الجلوس مع كل الأطراف…
ستقول لنا جملتك المستهلكة، عن كيف لا طائرات لديك ولا اسلحة، ستحكي لنا عن سكينتك السويسرية الصغيرة. ولكن يا سيدي إن صح ذلك؟ لم تعيد اذا على مسامعنا انتصارات العسكر ؟ وتوازنات العسكر ؟ وطروحات العسكر
سيد ديمستورا
نحن نعرف كم خسرنا ؟ فهلا تقول لنا بوضوح ودون مواربة ماذا تريد منا ؟
لا تقل لنا .. اقبلوا به لفترة انتقالية، فهذا محض هراء
لا تقل لنا .. اقبلوا بوجود وفود موالية ضمن الوفود المعارضة، فهذا محض هراء
لا تقل لنا .. اضيفوا محاربة الارهاب على اولوياتكم، لانها في الحق ليست على اولوية احد غيرنا
لا تقل لنا.. اذهبوا لانتخابات لا تستطيعون ضمان نزاهتها
لا تقل لنا … اوقفوا الحرب، وكأن رائحة دمائنا تثير نشوتنا
لا تقل لنا.. كل ما سبق، لأنه محض هراء
قل لنا أنكم “تريدون” حكم الديكتاتور، أخبروا شعوبكم وشعوبنا أن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية لا تزعجكم بقدر صراخنا من أجل حقوقنا
قل لنا .. لمرة واحدة الحقيقة، او اصمت
“فكرت أن أكتب لك الرسالة بالانكليزية، ولكن لا فرق، كل الاجتماعات بك ومعك والكتابة اليك لا فرق .. “

Leave a comment

Up ↑