علم الثورة

البداية:
اللي بتذكره منيح أنه ببدايات 2012، صارت المظاهرات بحلب فيها العلمين سوا.
انا ما كنت حب العلم الأخضر وضليت بحدود عشر شهور بال2012 بشيل العلم الأحمر للمظاهرات “حتى أوكتوبر”، وكان في كتيرين هيك، بيحملوا العلم الأحمر، كنت حاسة بداية التقسيم يصير عنا علمين وكنت حاسة انه هاد علمنا وهني اخدوه، عدا عن أنه عندي شكوك أنه مرحلة الاستقلال كانت بتتمتع بالمزايا اللي بيتغنوا فيها.
عدد كبير من ثوار حلب اللي ما منحدرين من مناطق فيها شي عسكري،  كانوا ميالين لسا للعلم الأحمر، بينما اللي جايين من الريف المحرر او من درعا وحمص كانوا ميالين لعلم الثورة.
لما بعد تحرير نصف حلب، اخر مرة حملت العلم الأحمر كانت بشهر عشرة 2012، كان العلم الأحمر الوحيد والكل كان حامل العلم الأخضر. “جابتلي العلم الأحمر صبية صديقة عالمظاهرة، مع انها ما كانت بتتفق معي بنوب على انه لازم نتمسك بالعلم الأحمر”

مع الوقت واشتداد التزوير الاعلامي للنظام، ظهرت الحاجة أكبر وأكبر للتمايز البصري بيننا وبين المسيرات، مشان ما يتم استعمال تجمعاتنا على أنها مقاطع مؤيدة.

 بلش يصير هوية الثورة البصرية، اللي هي شغلة مفيدة اعلاميا بشكل كبير، هو علم الثورة

العداء للعلم الأحمر:
اللي خلق هاد العداء مع الوقت للعلم الأحمر هو وقت بدي يحضر بكثافة على براميل الحواجز، وعلى خطوط الجبهات.
إذا انت ع طريق سفر ولاقيت العلم الأحمر عم يرفرف معناها انت لفيت من مفرق غلط ورح تنأسر او تعتقل واكلت هوا
ببين من بعيد على الخطوط اللي عم تقصفنا
صار العداء للعلم الأحمر، وقت صار رمز عسكري
صار العداء للعلم الأحمر، لأنه النظام حط صورة بشار بنصه، وحطه عالألية العسكرية.. بهالسهولة.

التعلق بعلم الثورة:
الحقيقة زاد التعلق بعلم الثورة، مو بمواجهة النظام، لا بمواجهة الاسلاميين “الهويات تعرف احياناً بنقيضها ما؟ ”
بنصف ٢٠١٣، بلشت الأسلمة تقزل بحلب، وبلش في جدل وخناق على الراية (سواء بيضاء او سوداء) مقابل علم الثورة
وبلش يصير علم الثورة بيرمز لثوار ٢٠١١ و اللي بدهن وطن، بمقابل اللي بدهن الأمة
وبدي ينسحب العلم من رايات الفصائل ويخف الحديث عن الثورة لصالح الجهاد

إذا بتتذكروا بهديك المرحلة بديتوا تسمعو على انه في خناقات ضمن المظاهرات، وجزء من هالخناقات كان على علم الثورة
بهالمرحلة بلش علم الثورة يصير خطير، توقفت مرة من حاجز نصرة بسبب اسوارة علم الثورة وكنت بلا حجاب طبعاً وكانوا الموضوعين بنفس مقدار الاستفزاز والازعاج للحاجز

ووقتها صار جزء من مقاومة الشريحة الشجاعة من الثورة السورية.
صار رفعه على الساريات فعل مقاوم، وصاروا الاسلاميين يرفعوا دائما ً ساريات أعلى منه عليها رايات تانية، أو ينزلوه
صار يبخوا فوقه على الحيطان او يدهنوا اسود فوقه.. صار بعدين تطلع مظاهرات ويعادوها لأنها شايلة العلم، او يدوسوه أو يضربوا اللي شايلينه
بهديك الفترة صار التركيز على ارفع علم ثورتك، كان هاد رمز الخطاب الوطني للثورة، في مقابل التطرف والحياد

عالعموم متجلى هاد البعد هلق بال2017 بشكل أكبر، بالحالة الاعتذارية السخيفة لبيانات الكتائب من علم الثورة ومصطلح الثورة، عم يحاولوا يشتروا رضانا بهالتكويعة المكشوفة.

كمان ارتبط عاطفياً بتشييع الشهداء
الشهداء اللي لفوهن بعلم الثورة
فصار اله بعد عاطفي اخر

قصة شخصية:
ب نيسان 2012، رحنا على مكتب صديق بالسر واشتغلنا بكش ملك مجموعة لثامات علم ثورة مشان نلبسهن بالمظاهرات، تخييط وطباعة نجوم بإيدينا، قصينا اسفنجة عشكل نجمة وطبعّنا فيها وبعدين خيطنالهن ريبانات خضر لينربطوا ورا الراس. مشان يحمو هوياتنا من الأمن.
رجعت عالبيت معي مية علم ثورة طاير عقلي فيهن مشان ننزلهن معنا عالمظاهرة تاني يوم، بتطلع امي فيني وبغضب! انا قلت اكلنا هوا
قالتلي يعني بدكن تعملوا هالمصايب عالقليلة “ما تقطبوهن لبرا”، وطبعاً انا ما فهمت شو الفرق .. بروح بقصر الشر وع غرفتي وبنام
بفيق بلاقيها معدلة خياطة المية علم ..

اسوارة علم الثورة:
انا اليوم ما بشلحها من ايدي اطلاقاً، خصوصي بعد ما صرت من ثوار الفسابكة وفي ناس بتتمسخر عليي مسميني ناشطي الاسوارة الخضرا
صار ضماني لأنه سرديتي انا عن اللي صار بسوريا تكون حاضرة بمقابل سردية الاجنبي،
هي اعتراف اني عندي موقف واضح من الاسد، ماني حيادية ولاني امرأة حمامة سلام عم قرب وجهات النظر تبع الزلم الهمج
هي تفادي انه يتم اقتطاع ما اقوله بحق الاسلاميين واستعماله من جهات اعلامية ما بوافق عليها، يعني يطالعوني مثلاً عروسيا اليوم او يقصو جملة قايلة فيها انا انه داعش خطيرة وتصير هي كل السيرة
هو تعبيري عن احد هوياتي اللي هي بحرب سردية مع كتير قصص بتطبّع مع بشار الأسد.
صرت بنتبه بالاجتماعات، كلما بطلع عليه أني ما كون عم احكي بالانكليزي شي ما بحكيه لو رفقاتي الثوار موجودين، تذكير بأنه انا هون بسبب هالثورة ولازم احكي شي مسؤولة عنه قدام الثوار

هل بتمنى انه يصير علم سوريا ؟ مع الاسف لا
باسم علم الثورة صار انتهاكات عنيفة بحق ناس وخطفت ناس وقصفت ناس
وبالتالي هو بيعمل صدمة والم لضحايا سوريين مدنيين
بتمنى يوماً ما السوريين يصوتوا ععلم تاني، علم جديد ما يكون مات حدا لاجله او بسببه او بسبب حامليه

في ناس لليوم مع الثورة وما بتحب العلم ؟ اي في ، وفي ناس مانها مع بشار وبتحب العلم الأحمر
مع الوقت والسنين بهالثورة صرت مقتنعة انه في كتير تفاصيل شكلتها تجاربنا الشخصية، وين نحن متواجدين جغرافياً ووين شاركنا بالثورة
اللي ما شال علم الثورة كعلم شجاع بوجه داعش يمكن عنده موقف مختلف عن العلم، واللي ما شاف العلم الاحمر وخريط رعب وخوف .. كمان يمكن تجربته مختلفة

النهاية
بخاف اوقات اني رح موت بالغربة ورح يكون الخيار الأسهل دفني برا البلد، متل ما صار مع ثوار كتير.. وقت بتذكر تشييعاتهن لناجي وعروبة ولفدوى .. علم الثورة هو الشي الوحيد اللي فينه يكون عزاء شوي عن اني اندفن بحلب

Leave a comment

Up ↑